لطالما اختزنت الذاكرة كثيرا من مشاهد الأفلام والمسلسلات التي تظهر شبابا
يتعرضون للفتيات بالمعاكسة، تتوزع في مجملها بين الكلام الجميل والغزل
مرورا بالنظرة الجريئة أو التسبيلة أو الغمزة لينتهي المشهد بابتسامة
خجولة أو صمت ينمّ عن رضى وفي بعض الحالات صفعة قوية أو شتيمة.
"امشي
على رمشي"، "قمر وبمشي على الأرض"، "ما تسلّم يا حلو"،"عنّاب خدودو
سكري"،"ملاك ولا بشر"... عبارات تتردد على ألسنة بعض الشباب لدى تواجدهم
في الأماكن العامة رغبة في جذب الجنس الآخر أو إحراجه.
مختصون
يعزون معاكسة الفتيات إلى التنشئة الاجتماعية والنفسية والجنسية، ويجمعون
على أنها امتداد لثقافة العيب وجزء من التنفيس وملء للفراغ.
جمال
الفتاة هو دافع العشريني مراد حسن لمعاكستها، لافتا إلى أنه لا يعرف كيف
يخرج منه كلام الغزل في حال رأى فتاة جميلة في مكان عام.
من جهته
يشير محمود عيد (23 عاما) أنه لا يستطيع منع نفسه وبخاصة عندما يكون برفقة
أصدقائه من مغازلة البنات في الأماكن العامة، مرجعا السبب في ذلك إلى أنه
"نوع من الفضفضة والتسلية".
وعن ردة فعل البنات لتلك المعاكسات
يشير عيد إلى "أنهن يتقبلنها وبخاصة إذا كانت خفيفة دم"، ومن تلك المواقف
يروي عيد "كانت فتاة تسير برفقة صديقتها فرفعت صوتي أنا وصديقي وبأسلوب
مشجّع لنردد عبارة أحلى وحدة اللي... بالنص".
وفي الإطار نفسه ترى
العشرينية رانيا إسماعيل أن معاكسات الشباب ظاهرة منتشرة في كل مكان فهم،
على حد وصفها، "لا يتركون بنتا بحالها"، لافتة إلى أن "بعض التعليقات تخدش
الحياء".
غير أن رانيا لا تخفي فرحة كثير من الفتيات بمعاكسة
الشباب لهن أثناء تواجدهن في الأماكن العامة، سواء عند ذهابهن أو إيابهن
من الجامعة أو العمل أو حتى التسوّق، في حال كان الكلام "جميلا ومليئا
بالغزل مثل؛ "صلوا ع النبي ع هالزين" أو"عيونك حلوة" وماشابهها".
الثلاثيني
زياد السعيد ينتقد ظاهرة معاكسة الشباب للفتيات في الشارع أو عند تواجدهم
في الأماكن العامة، سواء أكان ذلك من خلال كلام وعبارات الغزل أو من خلال
النظرات المزعجة والمحرجة".
هذه السلوكيات التي يشاهدها السعيد
بشكل شبه يومي جعلته يمنع أخواته من الخروج وحدهن إلى أي مكان، مستطردا
"حتى عندما أكون برفقتهن لا أشعر بالراحة لذلك أفضل اختيار أماكن لا تعجّ
بالشباب".
اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي، يعزو تزايد انتشار
ظاهرة معاكسة الشباب للفتيات إلى "أن الفتاة الأردنية باتت منفتحة أكثر من
السابق بحكم العصر حيث ازدادت مشاركتها جنبا إلى جنب مع الشاب في الدراسة
وميدان العمل وغدت تمتلك حرية كاملة".
وبالرغم من إعراض الثلاثيني
أيمن فتحي عندما يكون وحده عن معاكسة الفتيات إلا أنه يعتبرها "تصرفا
أساسيا يسلكه في كل مرة يجتمع فيها مع أصدقائه وبخاصة إذا كانوا مجموعة
كبيرة".
"طبيعة لباس الفتاة وطريقة مشيها تشجع الشاب على
معاكستها"، وفق فتحي الذي يرى أن "هدف البنت من ذلك هو سماع كلام غزل"،
مشيرا إلى أن "الفتاة التي تمشي بطريقة جادة لا يمكن لشاب أن يتعرض لها
فهي بهيأتها وتصرفاتها تجبره على احترامها".
ويتفق الخزاعي مع ما
ذهب إليه فتحي في "أن الفتاة لها دور كبير في معاكسة الشاب لها إذا كان
لباسها فاضحا أو مشيتها مغرية أو تصرفت بشكل لافت حتى وإن كان غير مقصود
في الغالب".
صمت الفتاة على المعاكسة أيا كان نوعها يشجع ويعزز هذه
الظاهرة، بحسب الخزاعي الذي يفسره بالإحراج من الرد أو بخوف البنت من
إلقاء اللوم عليها في حال أخبرت أهلها ما يتسبب ذلك بتقييد حركتها أو
منعها من الخروج.
"سلوك الشاب في الشارع نتيجة حتمية لطبيعة
التنشئة الاجتماعية" وفق الاختصاصي التربوي د.محمد أبوالسعود الذي يرى أن
"طبيعة البلد غير مهيأة لملء فراغ الشباب بالرغم من جهود الحكومة المستمرة
لتوفير ذلك".
ويضيف أبو السعود أن "ثقافة العيب المنتشرة لدى كثير
من العائلات التي لا تحاول إقحام أبنائها وبخاصة في فترات العطل في سوق
العمل، أو إلحاقهم بدورات مفيدة وبرامج تطوعية تبقي الشباب متفرغين لمثل
هذه الأمور التي تشغل لهم وقتهم".
ويشارك الخزاعي أبو السعود الرأي
في أن "تقصير الأهل في تثقيف وتوعية أبنائهم جنسيا واجتماعيا يعزز هذه
السلوكيات لديهم"، عازيا ذلك إلى "ثقافة العيب التي تتبناها غالبية الأسر
في مجتمعنا والتي تؤثر في تجنب إرشاد الأبناء أو الحديث معهم في مثل هذه
الأمور على اعتبار أنها فترة طيش شباب".
ويشير الخزاعي إلى "أن كل
أسرة تعتقد أن أبناءها من أحسن الأبناء ولا يمكن أن تصدر عنهم سلوكيات
خارجة عن الأدب في الأماكن العامة"، محذرا من خطورة تفشّي هذه الظاهرة
التي تغذّي زيادة التأخر في سن الزواج.
من جانبه يعزو اختصاصي الطب
النفسي د.جمال الخطيب هذه الظاهرة إلى "عدم وجود علاقات صحية بين الجنسين
بدءاً من الطفولة وانتهاءً بمرحلة الزواج"، مبينا أن الشاب والفتاة لا
يحتكّان ببعضهما في مجتمعنا الشرقي بشكل "سليم وطبيعي"، فينظر كل منهما
للآخر على أنه "كائن مختلف ويختزل كل طرف الشهوة الجنسية للآخر".
وبخصوص
تفسير سلوك المعاكسة يشرح الخطيب أنه "من المعروف فسيولوجيا أن الذكر يثار
بالنظر إلى الفتاة وفي الغالب فإن الذكور إذا ما شاهدوا فتاة جميلة فقد
يتم استفزازهم جنسياً ومن ثم يلجؤون للتعبير عن ذلك بالمعاكسات وترجمته
بالكلام أو النظرة المعبرة".
وللتصدي لهذه الظاهرة يقترح الخطيب
حلين؛ الأول "عقابي ولا فائدة ترجى منه"، أما الثاني فهو "تعايش الجنسين
مع بعضهما منذ الصغر سواء من خلال المدارس أو الجامعات أو حتى النوادي وهو
الحل الأنجع".
الغد
الإثنين يوليو 12, 2010 5:49 am من طرف محمد الصياد
» هذا الموضوع منتشر بكثرة فى مجالس
الإثنين يوليو 12, 2010 5:43 am من طرف محمد الصياد
» حصريا نتيجة الثانوية بدون لف ادخل واعرف النتيجة
الأحد يوليو 11, 2010 5:35 am من طرف محمد الصياد
» مسابقة اعز اصحاب
الأربعاء يوليو 07, 2010 10:18 am من طرف محمد الازهرى
» ثلاث قصص غريبة واقعية
الأربعاء يوليو 07, 2010 10:01 am من طرف محمد الازهرى
» حكم ومواعظ مهمة جدا للشباب
الأربعاء يوليو 07, 2010 9:23 am من طرف محمد الصياد
» احزر للكلمات اللتى مكتوبة على ملابسك
الأربعاء يوليو 07, 2010 9:13 am من طرف محمد الصياد
» اقوى برنامج سرقة اميلات ماعليك الا ادخال اسم الاميل وهيظهر الباس ورد
الأربعاء يوليو 07, 2010 8:56 am من طرف محمد الازهرى
» قصص مؤثرة
الأربعاء يوليو 07, 2010 6:42 am من طرف محمد الازهرى